في ظل عالمنا المتصل للغاية هذه الأيام، أصبح الوصول إلى المعلومات أسهل من أي وقت مضى، حيث لا يحتاج سوى ضغطة زر. ولكن كم مرة نتوقف للتفكير في كيفية معالجتنا لهذه المعلومات؟ وما إذا كنا قد حللناها موضوعيًا، أو من وجهات نظر متعددة. أو إلى أي مدى أثرت نزعتنا على طريقة تفكيرنا.
متى كانت آخر مرة تساءلت فيها عن شيء وجدته على الإنترنت؟ متى كانت آخر مرة سألت نفسك فيها عن مدى موثوقية أحد المصادر؟ أو مدى دقة المعلومات؟
تُعد هذه المهارات - القدرة على التفكير النقدي - ضرورية لإقامة الحجج العقلانية التي تكون منطقية ومدروسة بشكل جيد.
التفكير النقدي يُعد سلوكًا – وهو سلوك يعتمد على الاستعلام عن الأفكار والاستنتاجات - مما يعني استكشاف المعلومات بدلاً من قبولها ببساطة. وبالنسبة للمتخصص التقني، هو عبارة عن مجموعة من المهارات التي تحتاج إلى إعطائها الأولوية.
ما هو التفكير النقدي؟
يمكن وصف التفكير النقدي، في جوهره، بأنه سلوك يعتمد على طرح الأسئلة:
- كيف تعرف ذلك؟
- هل أنت متأكد؟
- حسنًا، ولكن هل توجد إجابات أو حلول أو إمكانيات أخرى لم تفكر فيها حتى الآن؟
الأشخاص الذين يتمتعون بتفكير نقدي، هم الذين يتحلون بما يلي:
- الملاحظة
- التفسير
- التحليل
- الاستدلال
- التقييم
- نقل الأفكار
أو بطريقة أخرى، التفكير النقدي هو عملية تفكير تداولية تنطوي على:
- تعليق حكمك الخاص
- التفكير بوجهات نظر مختلفة
- النظر في التبِعات أو العواقب
- استخدام العقل والمنطق والأدلة لحل المشكلات
- وإعادة تقييم الأفكار أو وجهات النظر في حالة الكشف عن معلومات جديدة
ببساطة، يعتمد التفكير النقدي على رؤية الصورة الشاملة. فبافتراض أنك تفكر في بدء مسار مهني في المجال التقني أو تسريع وتيرته، فسيكون عليك تطوير قدرتك على حل المشكلات.
التفكير النقدي لحل المشكلات
يُعد حل المشكلات بصورة أو بأخرى هو أحد الأمور التي نقوم بها إلى حد كبير كل يوم. فبدءًا من التعرف على أفضل مسار للعمل، ومرورًا بإيجاد حل لأحد التصورات شديدة التعقيد مع عملاء مهمين، وحتى اتخاذ قرار حول المكان الذي تريد أن تصل إليه في حياتك المهنية، فإن تحديد أفضل طريقة لحل إحدى المشكلات أو المواقف، يتوقف على تحديد أكبر عدد ممكن من الخيارات بناءً على المعلومات المتاحة.
ويتوقف التوصل إلى الخيار الصحيح على بناء المهارات التحليلية الصحيحة ونشرها.
ما العناصر التي تكوّن خيارًا جيدًا؟
ابدأ بالنظر إلى العناصر التي لا تكوّن خيارًا أو قرارًا جيدًا. يمكن تصنيف القرار السيئ كخيار تتخذه دون فهم كل ما تحتاج معرفته حول مزايا وعيوب كل خيار - أو حتى ما إذا كانت جميع الخيارات الحقيقية قد أُخذت بعين الاعتبار. ببساطة، إنه القرار المتخذ دون معرفة مدى جودة أو سوء المعلومات المتوفرة لديك.
بينما الخيار الجيد هو الذي يستند إلى معلومات عالية الكم والكيف. حيث يعتمد على تحليل منهجي للمعلومات المتوفرة. وكذلك على منطق سليم. حيث لا تستند القرارات السليمة مطلقًا على الحظ. فهي نتاج المخاطرة المستندة على معلومات كافية، مع استخدام جميع البيانات المتوفرة، ومعرفة ما لا تعرفه، واتخاذ خيار في ضوء هذه المعرفة.
تعتمد القرارات الجيدة على التفكير النقدي.
3 خطوات لممارسة التفكير النقدي
الخطوة 1: خصص خمس دقائق من وقتك لإجراء بحث على شبكة الويب حول موضوع تختاره. ولا يهم ما هو هذا الموضوع، حيث يمكن أن يكون أي شيء، وفيما يلي بضعة أمثلة: كيفية كتابة سيرة ذاتية متميزة؛ أو نصائح دراسية لدورة CCNA؛ أو ما معنى التميز بالمرونة؟
الخطوة 2: الآن حلّل نتائج بحثك. اسأل نفسك بعض الأسئلة المحورية.
-
أي النتائج مستمدة من مصادر موثوق بها؟
-
أي منها يجيب على سؤالك بالصورة المُثلى؟
-
من الكاتب؟ ما التوجه الذي قد يكون لديه أو لديها؟
-
هل يجب عليك استمداد جميع معلوماتك من مصدر واحد؟
-
هل أجريت البحث في مصادر متعددة؟
-
ما مدى جودة أو رداءة شرح المعلومات؟
الخطوة 3: استعرض بعد ذلك المواقع التي عثرت عليها. أي منها قد ترغب في ترشيحها لأصدقائك؟ حاول ترتيب 10 نتائج وفقًا لمدى جودة إجابتها على بحثك. هل يطابق ترتيبك طريقة تقديم موقع Google للنتائج لديك؟
يمكنك الاستفادة أكثر بهذه الخطوات وتطبيق هذه التقنية على روتينك اليومي. وهي فكرة رائعة لدمج التفكير النقدي في الأنشطة الأساسية لاتخاذ القرارات. حيث يمكنك البدء بأمر بسيط مثل تحليل الطريق الأفضل للذهاب إلى العمل أو الفصل الدراسي، وأفضل خيارات إفطارك بناءً على الاحتياجات أو القيود لديك.
قم بتطبيق التفكير النقدي على الأنشطة اليومية، وستجد أن قدرتك على التحليل تزداد بشكل طبيعي. وكذلك سيصبح تحليلك أكثر موضوعية.