من المهم اتخاذ القرار بشأن المجال الذي تريد العمل فيه والاستثمار الراسخ في مستقبلك للحصول على مؤهلات من الطراز الرفيع لاتخاذ خطوة البداية. ولكن عندما يتعلق الأمر بتحديد مكان استثمار مهاراتك ومعارفك في العمل، فإن الحصول على معلومات مؤكدة بالإضافة إلى المشورة يمكن أن يصنعا الفارق بين الوظيفة والمسار المهني.
وهنا يأتي دور المقابلة المعلوماتية.
ما هي المقابلة المعلوماتية؟
المقابلات المعلوماتية هي محادثات غير رسمية تتحدث فيها كباحث عن وظيفة مع أحد المهنيين المعينين. وهي اجتماع غير رسمي مع شخص لديه علم بالمجال، والتخصص، والقطاع، والشركة المحتمل اهتمامك بها. تخيل كيف يمكن أن تستفيد منها في اكتشاف المسار الداخلي من أحد المهنيين ذوي الخبرة قبل إلزام نفسك بعملية البحث عن الوظيفة.
المقابلة المعلوماتية هي فرصتك للتعرف على أكثر من ذلك بكثير؛ من خلال الحصول على المشورة بخصوص هذا المجال، ومعرفة المزيد عن ثقافة الشركات في مكان عملك المستقبلي المحتمل، والبدء في إقامة شبكة من العلاقات التي لا تقدر بثمن، والتي ستعمل على تطويرك مهنيًا.
الآن، في حين أنه من البديهي أن تفعل واجباتك وتسلك مسلكًا مهنيًا طوال المقابلة، هناك سبع خطوات رئيسية لدفع عملية المقابلة المعلوماتية.
سبع خطوات بسيطة
الخطوة 1: الاستبطان
قبل أي اجتماع أو تبادل للمعلومات، من المهم أن تأخذ الوقت اللازم لمعرفة المعلومات التي تبحث عنها بالضبط. لذلك فقبل المضي قدمًا وإقامة مقابلة معلوماتية، عليك إجراء بعض التحليل الذاتي. اسأل نفسك هذا السؤال:
- ما الذي أبحث عنه؟
- ما المعلومات التي أحتاجها؟
- ما نوع المسار المهني الذي أريده؟
وفكّر بعمق حول ما تريد إخراجه من مسارك المهني. دوِّن ذلك واستخدمه للتركيز خلال الخطوات الأخرى.
الخطوة 2: تحليل شبكة التواصل لديك
بمجرد أن تتكون لديك فكرة واضحة عن المعلومات التي تبحث عنها، يكون قد حان الوقت لمراجعة شبكة جهات الاتصال الموجودة لديك. قم بإعداد قائمة بأسماء الأشخاص الذين قد يكونون قادرين على إعطائك التوجيه وتحديد الأشخاص الذين قد يكونون الأقدر على مساعدتك من هذه القائمة. الآن وبعد أن أصبحت القائمة بين يديك، رتب جهات الاتصال وفقًا للأشخاص الأكثر ملاءمة لإمدادك بالمعلومات التي تبحث عنها. ولا يجب أن تتكون هذه القائمة من مسؤولي توظيف، بل ينبغي أن تكون قائمة تضم أشخاصًا يعملون في مهنة تهتم بمتابعتها، أو يعملون في شركة ترغب في معرفة المزيد عنها.
وباستخدام ترتيب الأشخاص، اقضِ بعض الوقت في التعرف على المزيد بخصوص الأشخاص الموجودين في قائمتك بدءًا من الأعلى. اطلع على ملفات التعريف الخاصة بهم على موقعي LinkedIn وTwitter. ابحث عنهم في موقع Google. اكتشف ما إذا كان لديك أصدقاء أو جهات اتصال مشتركة معهم - زملاء دراسة، أو أفراد من الأسرة، أو معلمون - يمكن أن يكونوا قادرين على مشاركة بعض التفاصيل، وطلب المعلومات.
يجب عليك إجراء بعض البحث حول الأشخاص الذين تخطط لإجراء المقابلات معهم، والحصول على معلومات حول حياتهم المهنية من خلال البحث عنهم على موقع LinkedIn.
الخطوة 3: إجراء الاتصال
لقد حان وقت التواصل واكتشاف ما إذا كانت جهة الاتصال المحتملة ستستجيب لطلبك. حيث تتوفر أمامك بعض الخيارات مثل البريد الإلكتروني، أو رسائل LinkedIn، أو المكالمات الهاتفية، ولكن تذكّر الالتزام بالأدب والمهنية.
كن صريحًا بشأن ما تريده وسبب اعتقادك بأنهم قد يساعدونك. واحرص على توصيل ما تبحث عنه، ومن ثم اطلب 15 إلى 30 دقيقة من وقتهم للمناقشة
وإذا لم يكن خيارك الأول سيجدي نفعًا، فلا تشعر بالإحباط، وانتقل إلى جهة الاتصال الثانية، وهكذا (وهذا هو الغرض من عمل قائمة). تذكر أن معظم الأشخاص سيشعرون بالإطراء بسبب طلبك منهم، حيث إنك تواصلت معهم باعتبارهم خبراء في مجال عملهم.
الخطوة 4: التخطيط للاجتماع الخاص بك
انظر لهذه الخطوة كأنها وضع جدول أعمالك. حيث يجب أن تكون لديك خطة لكيفية عقد اجتماعك وأن تعرف الأسئلة التي يجب طرحها. فقد يكون الشخص الذي تجتمع معه لديه الإجابات ولكن عليك أن تطرح الأسئلة الصحيحة لاستدعاء ردوده.
ولا تنسَ أن تسأل جهة الاتصال لديك عن نفسها وما الذي جذبها إلى هذا القطاع أو هذه الشركة.
الخطوة 5: الاستعداد
لا يتوفر لديك سوى وقت محدود، لذا عليك استخدام وقتك بحكمة وتحضير نفسك بدرجة كافية. وهذا يعني إحضار سيرتك الذاتية وربما بيان شخصي. حضّر أسئلتك ورتبها حسب الأولوية. قد لا تتمكن من تناول كل ما تريده، لذا عليك تناول الأمور الهامة وترك الأسئلة الأقل أهمية حتى وقت لاحق. خلال 15 دقيقة، لن يكون لديك الوقت الكافي لطرح 10 أسئلة، لذا احرص على تحديد أكثرها أهمية وابدأ بها.
كن مستعدًا أيضًا لإعطاء نبذة عن نفسك، حيث من المرجح أن تكون لدى جهة الاتصال رغبة في التعرف على سبب تواصلك معها، كأن تقول تعريفًا مختصرًا، والذي ينبغي أن يكون موجزًا ومباشرًا.
حيث يمكن أن تكون هذه فرصة للحصول على إحالة لفرصة عمل محتملة، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا هو الهدف من اجتماعك. فكر في أهدافك، وتطلعاتك، ومراحلك المهنية والتعليمية، وكن مستعدًا للإجابة على الأسئلة.
الخطوة 6: الالتزام بالدقة والمهنية
صفِّ ذهنك من أي عوامل تشتيت والتزم بالحضور التام - أظهر لجهات الاتصال أنك تحترم وقتها. وهذا يعني الوصول قبل خمس دقائق على الأقل من الوقت المحدد. كما يعني أيضًا تعيين هاتفك الخلوي على الوضع الصامت وارتداء ملابس مناسبة. وبما أنه اجتماع غير رسمي، فعلى الأرجح لن يكون من الضروري ارتداء بدلة. عمل غير رسمي، ولكن لا بد منه.
خلال المناقشة، كن متأهبًا، ومشاركًا، وأظهر اهتمامك.
في حالة عدم حصولك على ما تريد من خلال أسئلتك، اطلب جهة إحالة للمتابعة معها، أو اسأل عما إذا كان يمكنك مراسلتهم عبر البريد الإلكتروني لطرح بضعة أسئلة أخرى - إذا كنت حقًا بحاجة إلى تلك الإجابات. مع كامل الاحترام والتقدير.
الخطوة 7: المتابعة
لقد شغلت وقتًا قيمًا لشخص ما. فلتأخذ بعض الوقت الآن لإرسال ملاحظة تقدير وتعبير عن الامتنان، واحرص على متابعة أي إجراءات أو إحالات تمت مشاركتها معك.
والأهم من ذلك أن تستخدم المعلومات التي قد حصلت عليها.
ليس هناك حد لعدد الأشخاص الذين يمكنك أن تجري معهم مقابلات معلوماتية، ولكن عند مقابلة كل منهم، احرص على اتباع الخطوات المذكورة أعلاه حتى تتمكن من تحقيق الاستفادة القصوى من كل تفاعل.
