غالبًا ما تُكتسَب الحكمة من خلال الخبرات والتواصل مع أحد الموجهين، لأن ذلك يمنحك الفرصة للاستفادة من معارفهم. حيث يمكنه أن يوفر لك رؤية حول كيفية مواجهة تحديات الحياة العملية، وكذلك أفكارًا حول كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من تعليمك وخبرات العمل. كما يشارك الموجهون تجاربهم وخبراتهم الخاصة بكيفية حل المشكلات الناشئة، والتي يمكن أن تكون حقًا بمثابة رؤى لا تُقدّر بثمن.
ولذلك يمكن أن يمثل التواصل مع أحد الموجهين وبناء علاقة معه خطوة يجب عليك التفكّر في اتخاذها لتحسين المسار المهني.
تحديد الشخص الذي يجب أن تطلب منه التوجيه
للعثور على موجه، يجب أن تنظر إلى العلاقات الموجودة في شبكتك. هل لدى والديك صديق يعمل في المجال الذي تريد دخوله؟ هل لديك مدرّب يُحتمل أن تكون لديه صلة بأحد الموظفين في شركة تقنية محلية؟
اكتشف ما إذا كان هناك برنامج توجيهي أو فرصة توجيهية في مدرستك، أو أكاديميتك، أو شركتك، أو منطقتك. داخل مؤسستك الخاصة، فكّر فيمن يمكنه أن يكون موجهًا جيدًا ضمن معارفك.
اصنع قائمة بالأشخاص ومناصبهم. حلّل هذه القائمة لاكتشاف الموجهين المثاليين الذين يناسبون ما تسعى للتعرّف عليه أكثر، ورتّبهم على هذا الأساس.
وقبل الاتصال بأحدهم لمطالبته بأن يكون موجهك، عليك أولاً إجراء بعض أفعال البحث عن الذات. اطرح على نفسك الأسئلة الواردة بالأسفل، ودوِّن إجاباتك:
- ما الذي تريد تعلمه من موجهك؟
- ما المدة التي تطلب منه قضاءها معك؟ كم مرة؟ حتى أي تاريخ؟
- أين ستتقابلان؟ (مكالمة هاتفية، رسائل بريد إلكتروني، مقهى، وما إلى ذلك.)
- ما الذي يفترض أن يدفع الموجه للتفكير في مساعدتك؟
- ما الذي يمكن أن ينتظره منك موجهك؟
حدّد غايتك من اتخاذ موجه. قد يشمل ذلك المشورة المهنية، أو المهارات المطلوبة لدور إحدى الوظائف، أو التحضير لاختبار إحدى الشهادات، أو الجوانب التي قد تكون بحاجة إلى تحسينها.
بمجرد توصلك لإجابات الأسئلة المذكورة بالأعلى، سيكون الحفاظ على المحادثات الهادفة مع الموجهين المحتملين أكثر سهولة بالنسبة لك.
حيث سيكون عليك التواصل مع الموجهين بأسلوب احترافي، وبناءً على علاقتك معه كذلك. وإذا كنت بحاجة إلى نصيحة بشأن التوصل إلى الطريقة الصحيحة لذلك، فتوجه بالسؤال لوالديك، أو أشقائك الأكبر سنًا، أو موجهك. فقد تكون لديهم اقتراحات، أو قد يمكنهم إجراء التقديم الأولي للموجه بالنيابة عنك.
حقّق الاستفادة القصوى من عملية توجيهك
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تشكيل تجربتك التوجيهية واكتساب خبرتها. ولكن هناك أيضًا بعض الأساسيات للطريقة التي يمكنك اتباعها للاستفادة من فرصة كهذه.
التواصل بصورة استباقية مع موجهك بمجرد عثورك عليه. تحدّث عن نفسك، وما تريده من موجهك، وعدد المرات التي ترغب في لقائه خلالها. اجعل طلبك واضحًا. واحرص على سؤاله حول حياته المهنية.
جدولة لقاءات متكررة مع موجهك، إن أمكن. خطط جدول أعمال وأرسله إلى موجهك، بحيث يكون مستعدًا للتحدث بشأن الموضوعات التي تهتم بها. وسيتطلب منك هذا الأمر بعض التفكير الجدي بشأن ما تسعى لتعلمه من موجهك.
مشاركة أفكارك حتى يستوعب عملية تفكيرك. لا تنتظر منه القيام بكل شيء نيابة عنك، حيث يجب عليك تولي الأعمال الإضافية بنفسك، بينما لا يمثل الموجه سوى مورد تلجأ إليه.
قيادة العلاقة والحفاظ عليها. إن الوقت الذي يخصصه لك موجهك له قيمة كبيرة، لذا فمن الحكمة أن تظهر تقديرك له سواء شفهيًا أو من خلال تصرفاتك (الحضور في الوقت المحدد، تفهّم قيوده الزمنية، وما إلى ذلك.)
اعثر على موجهك، وطوّر طريقك نحو خبرات الحياة المهنية. استخدمه كأداة للتفوق في حياتك المهنية، ولكن عليك أن تتذكر إظهار الاهتمام والاحترام تجاه موجهك.
يمكننا أن نستمد الإلهام من العديد من الأشخاص في حياتنا، وهناك دروس عديدة يمكنك تعلمها أثناء مواصلة طريقك نحو تحقيق النجاح كمتخصص تقني.